الذكاء الإصطناعي هو فرع كبير من فروع علم الكمبيوتر، يهتم بخلق آلات وأنظمة ذكية قادرة على أداء مهام تتطلب عادة ذكاءا بشريا. السمة البارزة على الذكاء الإصطناعي هي قدرته على التفكير بطريقة منطقية ورشيدة ثم إتخاذ إجراءات مثالية من بين كل الإجراءات الممكنة.
فهم كيفية عمل الذكاء الإصطناعي
الكثير من الناس بعد سماعهم مصطلح الذكاء الإصطناعي يتخيل لهم رجال آليين أو ما يعرف باللغة الإنجليزية بـ Robots لكن الحقيقة عكس ذلك، فبالرغم من أن الروبوتات أيضا مبنية بالذكاء الإصطناعي إلا أن تطبيقات الذكاء الإصطناعي لا تقتصر فقط على هذا المجال، بل إنها تتعداه إلى الكثير من المجالات التي تحيط بنا بشكل يومي، وكمثال على ذلك برامج التعرف على الأشياء انطلاقا من صورها و السيارات الذاتية القيادة و المساعد الشخصي مثل سيري-Siri في أجهزة آبل وغيرها من الأمثلة الأخرى.الذكاء الإصطناعي مبني على فكرة أن الذكاء البشري يمكن تحديد طريقة عمله وفهمه بطريقة جيدة ثم محاولة خلق أنظمة وآلات تحاكي هذا الذكاء الإنساني وبالتالي يمكنها أن تقوم بوظائف كانت حكرا على الإنسان، وتشمل أهداف الذكاء الاصطناعي كل من التعلم والاستدلال والإدراك .
أقسام الذكاء الإصطناعي
ينقسم الذكاء الإصطناعي إلى قسمين رئيسين هما:الذكاء الإصطناعي الضعيف أو المحدود
الذكاء الإصطناعي الضعيف وهناك من يسميه أيضا بالذكاء الإصطناعي المحدود والضيق، لأنه لحد الساعة ليس هناك تعريف متفق عليه دوليا، لكن عموما مصطلح الذكاء الإصطناعي الضعيف هو المصطلح الشائع الإنتشار. يندرج تحت هذا النوع كل من الأنظمة والتطبيقات التي تؤدي وظيفة واحدة فقط، مثال على برامج الذكاء الاصطناعي الضعيف ألعاب العقل مثل الشطرنج وبرامج المساعدة مثل أليكسا وسيري وبرامج التعرف على الوجوه من الصور وغيرها من التطبيقات ذات الوظيفة الواحدة.
الذكاء الإصطناعي العام أو القوي
أحيانا يشار إليه بمصطلح الذكاء الإصطناعي العام وأحيانا أخرى بالذكاء الاصطناعي القوي “Strong AI” هذا النوع من الذكاء هو الأقرب إلى ذكاء الإنسان، حيث يستطيع هذا الذكاء التفكير و إتخاذ القرارات في أي وضعية وفي أي مجال، وهذا النوع من الذكاء نراه منتشرا بكثرة في الأفلام والمسلسلات الغربية مثل فيلم Ex.Machina ومسلسل Westworld وغيرها من الأعمال.
أهم تطبيقات الذكاء الإصطناعي
- المساعدات الذكية (مساعد جوجل، سيري بآبل ،أليكسا أمازون، ChatGPT، Gemini)
- الطائرات بدون طيار Drones
- مرشحات البريد العشوائي أو ما يعرف بــ Spam filters on email
- السيارات الذاتية القيادة مثل سيارة جوجل الشهيرة
- أدوات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي لمنع الأخبار الزائفة
- إقتراحات المشاهدة في موقع نيتفليكس و يوتيوب
- الروبوتات المستعملة في المصانع
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الأعمال والصناعة
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا من الأنشطة اليومية للعديد من الشركات، بفضل قدرته على تحسين العمليات وتقليل التكاليف وزيادة الأرباح. ومن بين أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصناعة والأعمال ما يلي:1. التحليل التنبؤي وإدارة البيانات
الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة تفوق قدرة البشر. من خلال استخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن للشركات التنبؤ باتجاهات السوق وتحليل سلوك العملاء، مما يساعد في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات واقعية. على سبيل المثال، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية استخدام التحليل التنبؤي لتحديد المنتجات التي ستكون أكثر طلبًا، وبالتالي تحسين استراتيجيات العرض والتسويق.
2. تحسين خدمة العملاء
الذكاء الاصطناعي يستخدم في تطوير روبوتات الدردشة (Chatbots) التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم للعملاء والإجابة على استفساراتهم بشكل فوري. هذه التقنية تساهم في تحسين تجربة العملاء وتقليل الحاجة إلى فرق دعم كبيرة، مما يوفر للشركات الكثير من التكاليف. إلى جانب ذلك، تعزز روبوتات الدردشة من ولاء العملاء، حيث تقدم حلولًا سريعة وفعالة.
3. اتمام العمليات التجارية
الذكاء الاصطناعي يساهم في اتمام العديد من العمليات الروتينية داخل الشركات، مثل معالجة الفواتير، وإدارة المخزون، وإرسال البريد الإلكتروني الترويجي. هذه الأتمتة تساعد الشركات في توفير الوقت وتقليل الأخطاء البشرية، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية بشكل عام.
4. تحسين إدارة سلاسل التوريد
سلاسل التوريد المعقدة يمكن إدارتها بكفاءة أكبر باستخدام الذكاء الاصطناعي. من خلال تحليل البيانات من مصادر متعددة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات الشراء والتوزيع، وتقليل التكاليف المتعلقة بالشحن والتخزين. كما يمكنه التنبؤ بالتغيرات في الطلب وتعديل الإنتاج وفقًا لذلك.
مجالات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق أرباح مالية
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية لتحسين العمليات الداخلية في الشركات، بل يمكن أن يكون مصدرًا هامًا لتحقيق أرباح مالية مباشرة في العديد من المجالات. فيما يلي بعض من هذه المجالات:1. التسويق الرقمي وتحسين تجربة المستخدم
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لتحليل سلوك المستخدمين على الإنترنت وتقديم تجارب شخصية مخصصة لكل فرد. من خلال تحليل البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد أنواع الإعلانات الأكثر فعالية لكل مستخدم، مما يزيد من احتمالية النقر على الإعلان وتحقيق المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الحملات الإعلانية وتحسينها بشكل مستمر.
2. التجارة الإلكترونية والمبيعات عبر الإنترنت
الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل كبير في مواقع التجارة الإلكترونية لتحسين تجربة التسوق، من خلال تقديم توصيات مخصصة بناءً على سلوك المستخدمين. على سبيل المثال، يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل المنتجات التي يشاهدها أو يشتريها العملاء، ومن ثم تقديم اقتراحات لمنتجات أخرى قد تكون مهتمًا بها. هذه الاستراتيجية تساهم في زيادة المبيعات وتحقيق أرباح أكبر.
3. الاستثمار والتداول الآلي
في مجال الأسواق المالية، الذكاء الاصطناعي يُستخدم لتحليل البيانات المالية واتخاذ قرارات استثمارية دقيقة. العديد من الشركات تعتمد على خوارزميات تداول تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد الفرص الاستثمارية بناءً على تحليلات السوق. هذه الخوارزميات قادرة على التفاعل مع التغيرات في السوق في الوقت الفعلي، مما يساعد المستثمرين في تحقيق أرباح كبيرة بسرعة وكفاءة.
4. التعليم والتدريب
صناعة التعليم شهدت تحولًا كبيرًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. من خلال استخدام أنظمة تعليمية ذكية، يمكن تخصيص برامج تعليمية لكل متعلم بناءً على احتياجاته ومستواه، مما يزيد من فاعلية التعليم. الشركات التي تعمل في مجال التعليم الإلكتروني يمكن أن تحقق أرباحًا مالية كبيرة من خلال تقديم خدمات تدريبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق أرباح مالية؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق أرباح مالية مباشرة من الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:1. تطوير المنتجات والخدمات المبتكرة
العديد من الشركات الناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجات جديدة، مثل التطبيقات الذكية أو الأدوات التي تعتمد على التعلم الآلي. هذه المنتجات غالبًا ما تحظى بقبول كبير في السوق بسبب قدرتها على تقديم حلول فريدة ومبتكرة.
2. تقديم خدمات استشارية في الذكاء الاصطناعي
يمكن للخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي تقديم خدمات استشارية للشركات التي ترغب في تبني هذه التقنية. هذا النوع من الخدمات غالبًا ما يكون عالي القيمة ويحقق أرباحًا مالية كبيرة للمستشارين والشركات.
3. تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف
الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات في تحسين كفاءتها من خلال تقليل الأخطاء وزيادة سرعة العمليات. عندما تكون العمليات أكثر كفاءة، يمكن للشركات تقليل التكاليف التشغيلية، مما يؤدي إلى زيادة هوامش الربح.
بعض الوظائف التي سيحل محلها الذكاء الصناعي:
ممثل خدمة العملاء: روبوتات التشات ستتمكن من خدمة العملاء بشكل أفضل وأسرع من البشر.كاتب إدخال البيانات: الذين يعتمدون فقط على قدراتهم في إدخال البيانات على الكومبيوتر.
عامل المصنع: الذي يتمثل عمله بالإيقاع والتماثل دون الحاجة إلى صناعة قرار إداري أو إنتاجي. الروبوتات بطبيعة الحال تستبدل عمال المصانع منذ تسعينات القرن الماضي، وهذا سيستمر وسيتضاعف مع الذكاء الاصطناعي .
سائق الشاحنة: تقريباً لا يجادل أحد بأن الشاحنات وسيارات النقل العام ستصبح أوتوماتيكية بالكامل في المستقبل. حالياً هناك القطارات الصغيرة والسيارات في الأماكن الخاصة المغلقة تعمل بشكل كامل بلا سائق. ستتمدد هذه التقنية إلى الشارع بلا جدل.
عامل التسويق على الهاتف: برامج الاتصال بالزبائن وإجراء حوارات معهم يجري تطويرها على قدم وساق. وهي تصبح جيدة مع الوقت. لقد أظهرت شركة جوجل مثالاً على ذلك مؤخراً. يتوقع أن تصبح هذه البرامج في متناول جميع الشركات خلال بضعة سنوات.
المبرمج النمطي: في عالم البرمجة هناك مبرمجون يتعاملون مع مجموعة محدودة من التقنيات واللغات، ويختارون أن يبقوا ضمن أطر منخفضة من الأداء البرمجي، معتمدين بذلك على كتابة برامج نمطية تكرر نفسها بشكل دائم. هؤالاء ستصبح أعمالهم في خطر لأن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادراً على استبدالهم بالنسبة للمدراء التقنيين وصناع القرار.
الكاتب الإعلاني copywriter: هو الذي يكتب المادة الإعلانية، سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية أو مقروءة على الإنترنت. يعتمد غالبية هؤلاء الكتاب على قوتهم باللغة التي يختصون بها من حيث القواعد واللباقة والترتيب في أسلوب الكتابة. الذكاء الاصطناعي بات قدراً ببساطة على تحديهم وانتاج ما ينتجه أي منهم في يومين خلال 5 دقائق فقط.
بالتأكيد سيحل الذكاء الاصطناعي مكان هؤلاء، ولكن هذه "الحُلول" لن تؤدي إلى طرد الناس من هذه الوظائف بالضرورة، بل سيؤدي إلى تحفيزهم لكي ينتقلوا إلى المستوى الأعلى من إمكاناتهم الوظيفية. وذلك من خلال تعلم مهارات جديدة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها. يعني مثلاً:
يمكن لممثل خدمة العملاء أن يتنقل إلى المبيعات مباشرة. وخلال ذلك يمكنه تعلم فن التفاوض والتخطيط التسويقي. يعني باختصار يمكنه تعلم الجانب الإنساني من صناعة قرار الشراء والتجارة، وترك الجانب التقني أو المتكرر للآلة.
أما كاتب إدخال البيانات فيمكنه الانتقال إلى مستوى تعلم علم البيانات بدلاً عن مجرد إدخالها. من خلال دورة أكاديمية لا تتجاوز مدتها ال 5 شهور يمكنه أن يصبح محل صناع قرار يستخدم الذكاء الصناعي لكي يخدم الشركات أو المؤسسات أو الدول التي تحتاج إلى خدماته لصناعة قرارات مبنية على المعلومة.
بالنسبة لسائق الشاحنات، يمكنه طبعاً تعلم تقنيات التحكم بالسائق الآلي للعديد من الآليات في نفس الوقت من مركز تحكم. وبذلك يصبح مدير تنظيم نقلي ولوجستي. وبدلاً عن الجلوس في سيارات الشحن لساعات طويلة وهو ينتقل من بلد إلى آخر، سيستطيع التحكم بمسار رحلة العديد من الشاحنات في نفس الوقت وهو في بلده، وفي نهاية المطاف يمكنه العودة مساء إلى بيته وأهله.
أما جماعة التسويق على الهاتف، فهم حتماً أناس متحدثون ويحترفون التواصل. وهذا بحد ذاته موهبة من الهدر بمكان استخدامها فقط في إجراء اتصالات عشوائية بأناس معظمهم لن يشتري المنتج، وربما سيقطع الاتصال بمجرد سماع صوتهم! هذه الفئة من الموظفين يمكنهم العمل في مجال التدريب الشخصي، أو قيادة المجتمعات الصغيرة ذات الشأن العام، أو صناعة ال podcasts أو حتى قنوات الفيديو.
فيما يتعلق بالمبرمج النمطي، فهو ارتكب خطأ بالاكتفاء بالبرمجة النمطية بالأساس، وعليه تعلم الحلول الجديدة، وعليهم تطوير قدراته على تصميم حلول معقدة، والتفكير بأن يدخل في مجال تطوير الأعمال التقني والتحول الرقمي digital transformation. بهذه الطريقة سيتحول الذكاء الاصطناعي إلى مساعد له بدلاً عن بديل عنه.
أما الكاتب الإعلاني copywriter، فمهنة الكتابة لا تقتصر على الإعلان، وحتى لو اقتصرت عليه فليس عليها أن تكون مهنة نمطية تتمثل في كتابة نصوص واضحة وسهلة وموجهة للجمهور بشكل جيد. إذ أن هذه المهنة يمكنها أن تكون مبدعة بشكل يفوق قدرة الذكاء الاصطناعي . ويمكنها أيضاً أن تنتج مادة تتخطى المجال الإعلاني. كاتب الإعلان قادر على كتابة التحقيقات الصحفية التي لا يستطيع الكومبيوتر القيام بها، وقادر على كتابة التاريخ المعاصر الذي لا يعلم عنه الكمبيوتر شيئاً بعد. ولو أراد هذا الكتاب استخدام قدراته الإذاعية أو التقديمية، فهو قادر على كتابة المحتوى وتقديمه، وبالتالي التحول إلى مؤثر أو إعلامي رقمي. أي أن السماء ليست الحدود بالنسبة له.
مستقبل الذكاء الاصطناعي وتحقيق الأرباح
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يتزايد دوره في تحقيق أرباح مالية للشركات. تقنيات مثل التعلم العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي ستساهم في فتح آفاق جديدة للابتكار وزيادة الإنتاجية. الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي الآن ستكون في وضع جيد للاستفادة من هذه التقنية في المستقبل.ختامًا، الذكاء الاصطناعي يوفر فرصًا لا حصر لها لتحقيق أرباح مالية، سواء من خلال تحسين العمليات التجارية، أو تقديم منتجات مبتكرة، أو تقديم خدمات تعتمد على البيانات. الذكاء الاصطناعي وسيلة تسرع بها عملك، أو تطور بها أشياء كانت فيما مضى صعبة جدا وتتطلب وقتا وتعلما حتى تتقنها، فيمكنك مثلا أن تنشئ مدونة في أي لغة تريد عن طريق الذكاء الاصطناعي، ويمكنك إنشاء صور، وجدولة منشورات على فيسبوك وتويتر ولينكدن، وكتابة أكواد برمجية، وغيرها من المهام الكثيرة التي يوفرها، فقط يجب عليك أن تحسن استغلاله فيما يعود عليك بالنفع.